عقدت وزارة الأشغال العامة والإسكان، اليوم، ندوة سياسية حول الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وذلك بمشاركة وزير الأشغال العامة والإسكان د. محمد زيارة ونائب رئيس حركة فتح محمود العالول ووزير الثقافة د. عاطف أبو سيف، وبحضور ممثلين عن المجلس الثوري لحركة فتح والتعبئة والتنظيم، وبمشاركة فاعلة من موظفي الوزراة.
وقال زيارة خلال كلمته إن النكبة جريمة مستمرة والعودة حق، مضيفاً أنه ما أشبه الأمس باليوم حيث لا يخفى على أحد ما نتعرض له من حصار وابتزاز سياسي واقتصادي دولي واقليمي وهجمة استعمارية استيطانية إحلالية يمارسها الاحتلال في كافة أرجاء الوطن، والتي تتمثل في مصادرة الأراضي وهدم المنازل والمنشآت والاعدامات اليومية والاغتيالات الجسدية والاعتقالات والممارسات الغير انسانية مع اسيراتنا واسرانا الابطال وكذلك سياسة التهويد والتطهير العرقي والاقتحامات اليومية لمناطق السلطة الوطنية ولا سيما للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والخليل، وغيرها من ممارسات ترتقي لاعتبارها جرائم كبرى تنتهك القانون الدولي والإنساني.
وأشاد زيارة بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وقيادته الحكيمة، مؤكدا على أن شعبنا سيفشل خطط المحتل الاسرائيلي في إنهاء المشروع الوطني والتحرر من خلال المقاومة الشعبية والدبلوماسية في المحافل الدولية، والتي سجلت وما زالت تسجل قيادتنا التاريخية فيها نجاحات تشكل ضغط دولي شعبي ورسمي ضد الاحتلال الغاصب.
وبيّن أن هذا النشاط الذي تقوم به وزارة الاشغال العامة والاسكان يأتي إستجابة لقرار الحكومة وتوجيهات دولة رئيس الوزراء د. محمد إشتية، بإحياء ذكرى النكبة الخامسة والسبعين تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق". كما يأتي ضمن استعداد الوزارة للمشاركة في برنامج فعاليات اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى والمعتمد من فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن".
وأضاف أنه استناداً الى توجيهات السيد الرئيس أعلنت الحكومة في وقت سابق من خلال لجنة وطنية برئاسة وزارة الأشغال عن مسابقة لتصميم نصب تذكاري تخليداً لذكرى النكبة. وأنه جرى اختيار النصب الفائز بعد اختيار أعمال ثلاثة فنانين بمشاركة لجان فنية متخصصة من الوطن والشتات، وسيتم لاحقاً عقد حفل خاص برعاية دولة رئيس الوزراء ومشاركة وزير الثقافة لتوزيع الجوائز وسيقوم الفنانين انفسهم بتقديم أعمالهم.
بدوره، قال العالول خلال كلمته أنه من المهم تسليط الضوء على الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى 75 عاما من العذاب والتشرد في أصقاع الأرض، مؤكدا على أن إحياء الذكرى جزء من شيء بدأه الرئيس أبو مازن في تصويب الرواية الفلسطينية في هذه القضية، مبيّنا أن الأمم المتحدة وبعد 75 سنة ستحييها للمرة الأولى، بعد محاولات دثر الرواية الفلسطينية والمراهنة على أن الكبار يموتون والصغار سينسون، مبيّنا أن إحياء هذه الذكرى هو جزء من همنّا الأساسي كيف نحافظ على هذه الرواية حتى تستمر قضيتنا دون أن تندثر.
وأضاف أنه وفي هذا الإطار تم تشكيل لجنة خاصة لإعادة كتابة الرواية الفلسطينية بشكل واضح وتوثيقها وكتابة الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال.
واستعرض العالول المؤامرات التاريخية التي أحيكت بحق الشعب الفلسطيني ومحاولات التطهير العرقي واحلال آخرين بدل سكان الأرض الحقيقيين، وأشار العالول إلى أن عدد سكان فلسطين في تلك الفترة كان نحو مليون وأربعمئة هُجّر منهم 957 ألف فلسطيني، وقد تم تدمير 531 تجمع سكاني بالكامل، كما ارتكبت العصابات الصهيونية 51 مجزرة كبرى أودت بحياة 15 ألف فلسطيني.
وأكد العالول على وحدة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، والتي تمثل مؤخرا في مواجهة العدوان الاخير على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تم أخذ قرار في اجتماع اللجنة المركزية إلى إعادة الاعتبار لجهود استعادة الوحدة الوطنية حتى نتمكن في مواجهة غطرسة الاحتلال.